الوضع العسكريُّ في محافظة درعا مع خريطة توضيحية
نظرة عامة
تقع درعا أقصى جنوب البلاد، يحدّها من الجنوب الأردن ومن الغرب محافظة القنيطرة ومن الشرق محافظة السويداء ومن الشمال محافظة دمشق.
مساحة المحافظة 4000 كم2، وهي سهلٌ يعرف بسهل حوران، ويبلغ عدد سكان محافظة درعا ما يقارب مليون وأربعمئة ألف نسمة. يعتمد غالبية سكان المحافظة على الزراعة، تشكل العشيرة دوراً مهمّاً في البنية الاجتماعية للمحافظة، وأكبر عشائر حوران هي: الزعبي والحريري والرفاعي والمقداد والمسالمة والأبازيد وأبو نبوت.
تضمُّ درعا عدة مدن مثل طفس وإزرع وداعل والحراك وإبطع ونوى والشيخ مسكين وإنخل وجاسم والصنمين والطيبة. وهناك طريقان إلى درعا: الطريق القديم الذي يربط المدينة بدمشق العاصمة ويمرّ بمعظم القرى والبلدات الريفية، فضلاً عن الطريق الخارجيّ – الأوتوستراد – الدوليّ الحديث.
غالبية سكان درعا من العرب السنّة، مع تواجد ضئيل للشيعة في أحياء معينةٍ في بصرى الشام والشيخ مسكين وفي درعا المحطة، كما يوجد في درعا عددٌ لا بأس به من الطائفة المسيحيّة يغلب عليها المذهب الأرثوذكسي، يقطنون في الحي الشمالي للمدينة، وتوجد عدة قرى مسيحية في المنطقة الشرقية لدرعا مثل بصير وخبب ورخم وهي تتبع لمدينة الصنمين، وهناك تواجدٌ مسيحيٌّ في قرى مختلطةٍ مع السنة مثل إزرع ومعربة ومسمية، وقد اقتصر التواجد العلويّ في درعا ضمن ما يعرف بمساكن الضباط ، وهي عبارة عن أحياءٍ صغيرةٍ لسكن أسر ضباط النظام، وقد انتشرت في إزرع وطفس وصيدا والصنمين.
ضمن تركيبة السكان في درعا يمكن ملاحظة وجود عائلات من أصول أرمنية لكنّ عددها محدودٌ جداً، أما الأكراد ورغم محدودية عددهم أيضاً، إلا أنهم مندمجون تماماً في الوسط العربي في درعا البلد وفي نوى، وهناك تواجدٌ فلسطينيٌّ بارزٌ في درعا، ولاسيّما في منطقة المخيم وطريق السد وفي المزيريب وجلين في الريف الغربي، ويرتبط الفلسطينيون بعلاقات مصاهرة ونسب مع الوسط الحوراني ما جعل مشاركتهم في الثورة منذ البداية أمراً طبيعياً، مع ملاحظة أن جزءاً كبيراً من سكان الشريط الغربي تعود أصولهم إلى فلسطين لكنهم ارتحلوا إلى حوران قبل النكبة بعقود مثل عائلات الجاعوني والصفدي والكفوف في الشجرة، والبريدي في جملة، والمغاربة في عابدين، والترعاني في نافعة، والصمادي في صماد والنابلسي في اليادودة، وعائلة الفالوجي الشهيرة في درعا البلد. وترتبط عشائر درعا بروابط قرابةٍ ودم مع عشائر الشمال الأردني، حتى إن العشيرة نفسها مقسومةٌ بين البلدين، مثل الزعبي والرشيدات والنعيم والسعيفان وطوالبة والحسين.
الوضع الإستراتيجيّ في حوران
احتوى سهل حوران على عددٍ كبيرٍ من القطع العسكرية، باعتباره منطقةً تقع على حدود طرفين خارجيين، الأردن وإسرائيل، فقد وجد فيها مقرُّ قيادة الفرقة المدرعة التاسعة في الصنمين، والفرقة المدرعة السابعة، والفرقة الآلية الخامسة، واللواء 12 قرب إزرع، وكذلك الفوج 175، بالإضافة إلى اللواء 52 قرب الحراك، واللواء 61 قرب نوى، واللواء 15 قرب إنخل، واللواء 132قرب درعا، واللواء 38 في صيدا، واللواء 82 في الشيخ مسكين، والتجمع العسكريّ في مدينة البانوراما الرياضيّة بمدينة درعا، وكتيبة الدفاع الجويّ في السهوة، وسرية الهجانة 14 في زيزون على الحدود مع الأردن، وتفيد بعض التقديرات بوجود نحو 90 ألفاً من قوات النظام، أي ما يعادل ثلث القوة العسكريّة للجيش السوريّ.
تتميّز أرض حوران بكونها سهليةً ومنبسطة، وهذا الأمر عقّد كثيراً مهمة الفصائل المسلحة وصعّبها، واحتاج تضحياتٍ كبيرةً من أجل تغيير المعادلة القتالية، ولاسيّما أن النظام كان يمسك برؤوس الجبال والتلال في المنطقة، تل الشعار وتل أيوبا والتلال الحمر وتل الحارّة وتل أحمر الغربي وتل السقري وتل الجابية.
للاطلاع على التقرير، والخريطة التوضيحية، الملف أدناه:
[gview file=”http://drsc-sy.org//wp-content/uploads/2014/11/1d-g.pdf”]