إحصائيات الشهداء الفلسطينيين في الثورة السورية حتى 10-1-2014
مقدمة
بفعل انتشار الفلسطينيّين في معظمِ الأراضي السوريّة، كانوا معرّضين للتفاعل مع الاحتجاجاتِ الشعبيّةِ التي اندلعت في درعا بتاريخ 18 مارس/آذار 2011، وانتشرت لاحقاً في معظم المدن والأحياء السوريّة. وقد غلبَ على موقف القاعدة الشعبيّة للفلسطينيّين بالعموم طابعُ التضامن مع الاحتجاجات السلميّة، والتعاطف مع دماء الشهداء، واستنكار القمع والتنكيل الذي تتعرضُ له التظاهراتُ السلميّة، مع المحافظة على الحياد عموماً، ولم تشهد المرحلة الأولى من الثورة السورية مشاركةً فلسطينيّةً جماعيّةً في الحراك الشعبيّ السوريِّ، واقتصرت على مشاركاتٍ فرديّةٍ تفاوت حجمها من منطقةٍ إلى أخرى، وتركّزَ الدعمُ الفلسطينيُّ في بعض المناطق بتقديم العون الإغاثيّ والطبيِّ للمحاصرين في المناطق الساخنة، وللنازحين السوريّين من جوارهم الثائر، حيث جرى ذلك في مخيّم درعا ولاحقاً في مخيّم الرمل في اللاذقية ومخيّم العائدين في حمص، ومن ثَمَّ بشكلٍ واسعٍ في مخيّم اليرموك في دمشق، والذي استقبل موجةً كبيرةً من النازحين السوريّين الذين هربوا من القصف الذي تعرّضت له الأحياء الثائرة في منطقةِ التضامن والحجر الأسود والقدم ونهر عيشة وغيرها من المدن السوريّة الثائرة، قدّر عددهم بأكثر من 300 ألف نازحٍ. هذا الدعم الإغاثيُّ والإنسانيُّ أثار حنق النظام الذي كان يقوم بالتضييق على النازحين وظروف معيشتهم، وملاحقة واعتقال العاملين في الدعمِ الإغاثيِّ والإنسانيِّ، والقصف العشوائي المتكرر للمناطق التي تشهد حملات إغاثية، وصولاً إلى سياسة القصف والتدمير للمناطق التي تواجد فيها عناصر من الجيش الحرِّ في المرحلة التي بدأت فيها عسكرة الثورة. ونتيجة هذا الدور الإغاثي البارز، تعرّضت معظمُ المخيّمات الفلسطينيّة إلى انتهاكاتٍ وحملاتٍ أمنيّةٍ عديدةٍ أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى والمعتقلين.
امتزج الدمُ الفلسطينيُّ بالدم السوريِّ منذ الأسبوع الأوّل للثورة السوريّة، فقد بدأ سقوطُ الشهداء الفلسطينيّين بشكلٍ متقطّعٍ في الأشهر الأولى إلى أن أخذَ منحىً تصاعديّاً على شكل قفزاتٍ كبيرةٍ في مطلع شهر تمّوز/يوليو 2012، بعضهم قضى أثناء إسعافِ الجرحى أو إدخال المؤن الغذائيّة للمحاصرين في الأحياءِ السورية المجاورة؛ فالشهيدُ وسام أمين الغول من مخيّم درعا، وهو أوّلُ شهيدٍ فلسطينيٍّ يسقط بعد اندلاع الثورة السوريّة، استشهد في 23 آذار/مارس 2011 برصاص الأمن بعد نقله لاثنين من جرحى الاحتجاجاتِ السوريّين إلى المشفى، كذلك الشهيد موسى الطفوري من مخيّم درعا، وهو ثامنُ شهيدٍ فلسطينيٍّ يسقط بعد اندلاع الثورة السوريّة، استشهد في 30 نيسان/أبريل 2011 برصاص القناصة بينما كان يقومُ بنقل الموادِّ الغذائيّة والأدوية على دراجته الناريّة من المخيّم إلى أهالي مدينة درعا أثناء حصارها من قبل قوّات الأمن.
بلغ عدد الشهداء الفلسطينيّين في كامل الأراضي السوريّة حتّى تاريخ 10 كانون الثاني 2014 نحو 1740 شهيداً من بينهم 174 نساء و 169 طفلاً (63 إناث و 106 ذكور). بين هؤلاء، 1423 شهيداً موثّقين بشكل كامل، ونحو (287) شهيداً لم يتمَّ توثيق أسمائهم لأسبابٍ عديدةٍ منها التصفية السرية في المعتقلات، والمفقودين، وصعوبةُ التوثيق في بعض المناطق، ودفن العديد من الشهداء مجهولي الهويّة في ظروفٍ أمنيّةٍ مشدّدةٍ أو بشكلٍ عاجل، والتشوّه الشديد لبعض الجثث، ورغبة بعض ذوي الشهداء بعدم التوثيق لأسبابٍ أمنيّة. ويشمل هذا العدد غير الموثّق ضحايا مجازر وإعدامات ميدانيّة لعائلاتٍ كاملةٍ ضمّت بينها شهداءَ فلسطينيّين (مثل أفرادٍ من عائلة عبد ربّه، وعائلة البشر في مجزرة دوما بتاريخ 28/06/2012، وأفراد من عائلة المصري في مجزرة يلدا بتاريخ 14/09/2012).
حوالي نصف الشهداء الفلسطينيّين سقط في مخيّم اليرموك في دمشق حيث بلغ عدد الشهداء الموثقين 695 شهيداً، وفي درعا 143 شهيداً، وفي الحسينيّة 77 شهيداً، ، وفي دوما 57 شهيداً، وفي مخيّم العائدين في حمص 55 شهيداً ، وفي مخيّمي النيرب وحندرات في حلب 54 شهيداً، وفي غوطة دمشق 54 شهيداً ، وفي مخيّم خان الشيح 53 شهيداً، وفي الحجر الأسود 44 شهيداً، وفي مخيّم سبينة 26 شهيداً، وفي السيدة زينب 25 شهيداً، وفي التضامن 18 شهيداً، وفي مخيّم العائدين في حماة 17 شهيداً، وفي المعضميّة 13 شهيداً، وفي مخيّم الرمل في اللاذقيّة 12 شهيداً، وفي عرطوز 12 شهيداً، وفي مخيّم جرمانا 12 شهيداً، وفي القابون 7 شهداء، وفي بقية مناطق دمشق وريفها 78 شهيداً.
الملف المرفق PDF يبين الاحصائيات الاسمية التفصيلية للشهداء الفلسطينيين في كافة مناطق سوريا، مع تبيان تفاصيل الشهداء وظروف الاستشهاد لكل منطقة.، مع مخططات بيانية توضيحية.
الملخص يليه الملف كاملا
[gview file=”http://drsc-sy.org//wp-content/uploads/2014/01/DetailedPalestinianMartyer2013.pdf”]