مركز دراسات الجمهورية الديموقراطية
مركز أبحاث ودراسات، مرخص كجمعية مدنية غير ربحية في فرنسا تحت رقم: W751223587 ، ونشر الإعلان رسمياً عن الجمعية بالمجلة الرسمية le JOAFE 22/03/2014 :
بريد المركز: info@drsc-sy.org
نشأ المركز نتيجة لتفاعل أكاديميين ومثقفين مهتمين بالأوضاع الاجتماعية – الاقتصادية والثقافية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوجه عام، والأوضاع السورية، متضمنة بعديها الإقليمي والدولي، بوجه خاص، وما تحمله هذه الأوضاع من ممكنات، صار من الواجب استشفافها وتلمسها، من خلال تزايد الطلب الاجتماعي على الحريات الخاصة والعامة، والحقوق المدنية والسياسية المتساوية، وشروط الحياة الإنسانية اللائقة. وقد عبرت عن ذلك الاحتجاجات الشعبية الواسعة، التي أطلقتها وقادتها أجيال جديدة من الشابات والشبات، وشملت مختلف الفئات الاجتماعية ومختلف المناطق، في المنطقة، واجهتها قوى التسلط والاستبداد بقمع مفرط تحول إلى حرب سافرة، أدت إلى انهيار الاقتصاد وتفكك النسيج الاجتماعي وانحلال الروابط الوطنية، علاوة على الخسائر البشرية والمادية الفادحة، واستقدمت قوى وميليشيات إقليمية ودولية أججت التناقضات المحلية، وفجرت أشكالاً من التطرف والإرهاب تهدد باستدامة الحرب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، علاوة على أزمة النازحين واللاجئين والمهاجرين.
ينطلق المركز من أولوية الإنسان وحريته/ــا وحقوقه/ــا وتوقعاته/ــا وآماله/ــا، ويجتهد في متابعة الظروف التي يعيشها، ضمن الفضاء والاجتماعي – الاقتصادي والسياسي المتبدل بشدة في ظل الصراعات الجارية. ويهتم بتمكينه/ــا من حرية التعبير، وأدواته التقنية والمعنوية، التي تعزز الديموقراطية والتواصل الصحي والتفاعل الإيجابي والمشاركة والمشاركة في صنع القرار على المستوى العام. ويدرس العوائق التي تحول دون تحقيق ذلك، ويقترح البدائل الممكنة.
يهتم المركز بصورة خاصة، برصد الأحداث الجارية وتحليلها في ضوء التناقضات العميقة والصراعات الجارية، ورصد نتائجها وآثارها المباشرة وغير المباشرة في البنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، من خلال الأبحاث المعمقة والدراسات الميدانية والتقارير الدورية وغير الدورية وتحليل السياسات، وتبين آثارها في الحياة العامة وحياة الفئات الاجتماعية المختلفة، وشروط تصحيحها وتحسينها. وذلك باعتماد منهجيات علمية تستفيد من المنجزات الأحدث للعلوم الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية. ويضع المركز نتائج أعماله بين أيدي الباحثين والدارسين وصناع القرار، في مختلف المجالات. كما يعمل المركز على تنشيط النقاش العام حول قضايا الحاضر والمستقبل والمصير، من خلال الندوات والمؤتمرات وورشات العمل والتواصل المباشر بالفاعلات والفاعلين، في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والتربوية والتعليمية، بغية التوصل إلى رؤية وطنية ديمقراطية مشتركة وإستراتيجيات عمل، تستهدي بها، وتعمل على تحقيقها، بصورة تشاركية.
ويعتني المركز بدراسة المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية عناية خاصة، بصفتها الأطر التي تجري فيها عمليات إنتاج المجتمع لذاته وإعادة إنتاجها، على قاعدة مادية معطاة. ففي هذه المؤسسات تتعين قواعد السلطة ومبادئ الحكم، على المستويات الصغرية والمستوى الاجتماعي الكلي، كما تتعين القيم الأخلاقية الحاكمة للعلاقات الاجتماعية والإنسانية وأساليب العمل وأنماط السلوك. فمن شأن هذه المؤسسات أن تغير زاوية نظر الأفراد والجماعات والفئات الاجتماعية والقوى السياسية إلى الكون والعالم والإنسان، ولا سيما زاوية النظر إلى الأنوثة والذكورة، في أفق العصر.
وإذ يتمحور اهتمام المركز على أولوية الإنسان وحريته وكرامته وحقوقه .. فإن رسالته الجمهورية عمومية، تقوم على النظر إلى أفراد المجتمع المعني (إناثاً وذكوراً) على أنهم متساوون في الكرامة الإنسانية، وفي الجدارة والاستحقاق. ومن ثم فإن رسالته جمهورية ديمقراطية مؤسسة على حرية الفرد وحقوق الإنسان والمواطن (والمواطنة بالطبع) وهوية الاختلاف، التي مضمونها انتماء جذري إلى الجماعة الإنسانية، هذا الانتماء هو مبدأ العضوية الاجتماعية والانتماء الوطني، وفقاً لمبادئ المساواة والحرية والعدالة. فالمواطنة الديمقراطية هي المبدأ والغاية.