حوار بين الإسلاميين حول إعلان الخلافة
مدخل:
مع إعلان تنظيم دولة العراق والشام “الخلافة” الإسلاميّة، تكون المنطقةُ قد دخلت مرحلةً أكثر خطورةً وجديّةً ممّا سبقها من مراحل. فهو يعتبر بمنزلة إعلان حربٍ مفتوحةٍ على جميع المخالفين، حتى أولئك الذين يحملون فكراً مشابهاً أو ينتمون فكريّاً إلى مدرسة القاعدة نفسها التي ينتمي إليها مؤسّسو التنظيم. وبدقةٍ أكثر، يمكن القول إن التنظيم بإعلانه هذا يقطع الطريق على الذين يتجنّبون خوض صدامٍ مباشرٍ معه في هذه المرحلة، ويتحيّنون الفرصة المناسبة لإعلان الخلافة لأنفسهم بعد التمكين أو الخلاص من الأنظمة، كحال بقيّة الفصائل الإسلاميّة، وهو يعيش في الأساس حالة قطيعةٍ تامّة مع الذين يمتنعون عن الخوض في الجدل اللفظيِّ حول نظام الخلافة برمّته (من بيعة، وخلافة، وإمارة، والخ) كون هذا الشكل من الحكم (بترسانته اللغويّة) يعود في نظرهم لتجاربَ تاريخيّةٍ سابقةٍ غير مُلزمة لمسلم اليوم، أو بمعنى أصح، تطبيقات بشرية لمقاصد النص جاءت منسجمةً مع التطور الاجتماعيّ والسياسيّ لأنظمة الحكم في مجتمعات ذلك الوقت.
الإشكاليّة الكبرى في هذا الإعلان تكمن في كونه لم يصدر عن دولةٍ تحقّق أبسط شروط الحكم (بغضِّ النظر عن المعايير المختلفة التي يمكن أن نحدد من خلالها معنى الحكم)، بل صدر عن تنظيمٍ لا يحقق أكثر من شروط عصابةٍ شديدةِ الإجرام، فالإعلان من حيث المضمون لا يبدو (في نظر كاتب هذه السطور على الأقل) أكثر من مشهدٍ من فانتازيا تاريخيّةٍ مغرقةٍ في الخرافة!
على مستوى التنظيم، لا يضيف الإعلان شيئاً يذكر على صعيد ممارساته الجارية وانتهاكاته على الأرض؛ فالتنظيم كان قد بدأ فانتازيا التصرفات المشبوهة والغريبة منذ اليوم الأول لإعلان البغدادي قيام دولته بتاريخ09/04/2013( )، وذهب بالعنف إلى أقصى مداه كلما حقق الحدَّ الأدنى من التمكّن ضمن مساحةٍ جغرافية جديدة. بينما ينعكس سلباً عليه حينما يقطع السبل أمام من كان يحاول حدَّ الصراع معه أو تجنّبه، فتصبح هذه الأطراف أميل للموقف الجذريّ ضده، والمدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى في الإعلان–حسب مسؤولين أمريكيين وخبراء( ) أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي منذ أحداث أيلول.
لقراءة التحليل تنزيل الملف المرفق
[gview file=”http://drsc-sy.org//wp-content/uploads/2014/07/الخلافة.pdf”]