ما سأقوله هو قراءة سياسية. لا أمثل هنا دور الباحث الموضوعي، وإن كنت حرصت على أن أستنتجها قدر استطاعتي عبر منهجية علمية. وهو ما اخترته لاعتقادي بالحاجة إلى القول السياسي بموضوع كثير المحرمات. ولأنه قول سياسي فهو ككل قول سياسي يمكن رد روايته بروايات أخرى، فالآلية التي تقوم على أخذ عناصر من المشهد وربطها وتقديمها على أنها الواقع يمكن استخدامها لخدمة الرأي وضده، فدوماً هناك عناصر ودلائل إن عزلت تنصر وجهات نظر سياسية متباينة. لذلك يعتمد القول السياسي الديمقراطي على العلاقة بينه وبين مستمع عارف نقدي، أي الفرد الفضولي الباحث في التفاصيل الذي لا يتوقف عن تطوير قدرته النقدية. وهذا يعني أن كلامي سيكون أكثر مقاربة للواقع بمقدار ما يتكرر دخوله في امتحان التفاعل مع هذا النمط من المتفاعلين ويصوب المرة تلو الأخرى، ولكنه أبداً لن يصل للتطابق مع الواقع، وبالتالي لن يحتويه، لأنها غاية لا تدرك.
Read More