إن وعي النظامِ السوري بعمقِ أزمته، هو السببُ الرئيسُ لاستعصائه. فالحلُّ الأمنيُّ هو الممكنُ الوحيدُ الذي يخدمُ بقاءه بالصورةِ التي يريدُها! فاللقاءُ بين إرادةِ التغييرِ في الداخل، وبين إرادةِ الخارج بالتخلّصِ من نظامٍ أصبحت علاقتُه بإيران مصدرَ خطرٍ، تولّدت أزمةُ النظامِ السوري التي تبدو حتى الآن مستعصيةً على حلوله التي تشترطُ بقاءه على حاله. فلا هو قادرٌ على إجراءِ تسويةٍ خارجيّةٍ تعني نهايةَ علاقته بإيران، الأمرُ الذي يكشفه على القوى الداخليّةِ دون حليفٍ خارجيٍّ، ونعلمُ أن الغربَ ليس محلَّ ثقةٍ عنده تحديداً وهو يراه يتخلّى عن أقربِ حلفائه في مصرَ وتونس، ولا هو قادرٌ على إجراءِ تسويّةٍ داخلية ستفضي بعد حين لتغييره عبر صناديقِ الاقتراعِ وستؤدي مباشرة لكسرِ احتكارِه الحياة السياسيةَ الداخليّةَ والخارجيّة مما يعني ضغطاً من القوى الداخليّةِ بملفاتٍ عدة منها تحالفُه مع إيران. وبما أن الانفتاحَ حصل بين الداخلِ والخارجِ أصبح من المستحيلِ إجراءُ تسويةٍ مع أيٍّ منهما دون الآخر لذا أصبحت التسويةُ مستحيلةً. والاستحالةُ هي السببُ الذي يجعلُ من كلِّ المناوراتِ السياسيّةِ للنظامِ تراكماً للفشلِ وتكثف الاستعصاء.
Read More